إنما الإنسان…. لحظة!

والموت حق وتذكِرة لنا كي لا نغفل!

ما بين كيانٍ يضج بالحياة والعنفوان والحركة والجدل…. وبين كتلةٍ هامدة من اللحم لا حراك فيها تقلبها الأيادي دون حولٍ لها ولا قوة….. لحظة!

ما بين اعتدادٍ بالنفس وتباهٍ بالمنجزات وتفاخرٍ بالألقاب وعلو مقام…. وبين دنو المقام تحت الأرض وحيث تطؤه الأقدام….. لحظة!

ما بين ظلمٍ للعباد وقهرٍ للبشر وسرقةٍ لأقوات الغير…. وبين جسدٍ تنهشه الديدان وأكثر المخلوقات مهانةً فلا يملك حتى درأها عنه….. لحظة!

ما بين لهاثٍ وراء مغانم الدنيا وبريقها…. وبين التواري وسط طين الأرض بأوضع صورة….. لحظة!

ما بين حقدٍ وسوء ظنٍّ وتشاحنٍ وتباغض…. وبين ندمٍ على قطيعة وتباعد وغفران جاء بعد فوات الأوان….. لحظة!

ما بين لهوٍ ولعبٍ واستمتاعٍ بالملذات وانغماسٍ في “اللحظة”…. وبين إدراك المقام الأبدي وانغمارٍ في خوف من عاقبة كل ذلك….. لحظة!

أحسنوا كل لحظاتكم…

لا تنم دون حلم

إياك أن تعيش أيامك دون حلم… وإياك أن تغفو ليلةً وأنت لا تعرف حلمك..

أحلامنا هي هويَّتنا، حياتنا، دافعنا للاستمرار

إن كنت صغيرًا، شابًّا أو كهلًا… وأيًّا كانت قدراتك الجسدية لا بدَّ لك من حلم… لم يمنحك الله الحياة يومًا إضافيًّا لتأكل وتشرب وتنام فقط… لك دورٌ تؤديه وعندك ما تقدِّمه…

بدون حلمٍ لا نحيا… بدون حلم تضمر عقولنا وأجسادنا وهممنا

يجب أن تختار حلمًا قبل أن تنام.. وتدوِّنه مساءً حتى تصحو صباحًا وهناك ما تتطلع إليه فيملؤك طاقةً وأملًا وإيجابيّة… وتبدأ يومك وأنت تعرف تمامًا ما ستعمل على تحقيقه..

دوِّنه كي لا يمحو النهارُ كلام وأحلام الليل.. دوِّنه كي لا تنسى تفاصيله والفكرة الأصلية وحماسك لتحقيقه…

دوِّنه كأنك تراه وقد أصبح واقعًا… وكأنك ترسمه

بعض الأحلام بسيطة.. وبعضها ضخمة.. بعضها يمكن تحقيقه في بضعة أيامٍ وبعضها الآخر تتطلب سنواتٍ أو حتى عمرًا بأكمله.. وأجمل الأحلام هي العنيدة اللحوحة..

بعض الأحلام نحققها وأخرى نخفق في ذلك.. لكن أيًا كانت النتيجة ينبغي أن لا نترك حلمًا (سواء نجحنا في تحقيقه أم لا) إلا ونسارع في إيجاد التالي..

المهم أن نحلم بلا توقَّف …

قد يكون حلمك اليوم شهادةً تضيفها إلى مهاراتك.. وقد يكون كتابًا تؤلفه.. قد يكون تعلُّم العزف على آلةٍ ما.. أو الرقص على إيقاعٍ ما.. قد يكون تعلُّم لغة أو تعليم غيرك من بعض ما تعلمت ومن خبراتك.. وقد يكون حفظ جزءٍ من الكتاب المقدَّس أيًّا كان كتابك.. أو البدء بمشروعٍ صغير.. أو قد يكون هوايةً جديدة تتعلمها كالرسم أو النحت…

لا تنم دون حلم

بند التنفيذ

إن لم يكن لديك حلمٌ لا تذهب إلى النوم الليلة قبل أن تختار حلمًا… ثم دوِّنه

وإن كان لديك بالفعل حلمٌ تعمل على تحقيقه جدِّد العهد معه قبل أن تنام… حتى تتجدَّد طاقتك للتنفيذ… وتجد السعادة مع كلِّ خطوةٍ على مسار تحقيق الحلم

نمتم على أحلام سعيدةوأصبحتم على تحقيقها بإذن الله

نكهتكَ الفريدة

كم تأسرني الشخصيات المتميزة وكم أحب مجالستها.. فلا أجمل من التميّز والتفرد عن الآخرين..

ولا يكون هذا بالغنى المادي ولا يكون بجمال الشكل فهناك دائمًا من هو أغنى وهناك دائمًا من هو أجمل أو أكثر وسامةً، كما أن هاتين الصفتين كلتاهما خاضعتان للتغير وهما عرضةٌ للنقصان.. والجمال في النهايةً هبةٌ من الخالق إسهامنا فيها قليلٌ ويكاد يكون معدومًا..

إنما يكون التميز في صفاتٍ لا تتشابه في نوعها ومزيجها عند غيرك وهي في غالبيتها نتاج تفكُّرٍ وتعلُّمٍ وجهدٍ جسدي وتجارب حياتية وإعمالٍ للعقل.. كما أنها غالبًا في زيادةٍ ولا تنقص

والأعظم أن تجتمع عدة جوانب للتميز .. فكلما تعددت جوانب التميز لديك كلما كانت نكهتك أقوى وتأثيرك وجاذبيتك أكبر ..

والجانب الجميل أيضًا في التميز هو أنه مؤثرٌ في الغير وملهِم ومُعدي.. لذا وجب تخيّر من نقضي وقتنا بصحبتهم والحديث معهم أو مشاهدتهم والاستماع إليهم.. لأننا بالضرورة سنصاب مع الوقت ببعضٍ من جاذبيتهم..

وللتميُّز أنواع ووجوه متعددة، فهناك:

 التميز بجاذبية الشخصية والذكاء الاجتماعي

التميز في الأخلاق والمبادئ

التميز بالحكمة

التميز في المنجزات

التميز في خدمة الإنسانية

 التميز في خفة الظل والحضور الإيجابي المبهج

التميز بالعلم والثقافة

التميز الروحاني

التميز الرياضي

التميز في مقدار التأثير الإيجابي على الغير

التميز في القيادة

التميز في الحب

والتميز مُنتجٌ لا يتوفر بكثرة ولا يكسد أو يقل الطلب عليه… مجال التنافس فيه مفتوح لا ينتهي وسوقه لا يُشبّع.. على أن الوصول إليه أمرٌ في متناول الجميع لا يحتاج إلى رأسمالٍ أو مقومات جسدية أو عقلية وإنما يحتاج إرادةً قوية وقدرًا كبيرًا من العمل والتحمل والالتزام… وتحديدًا للهدف والمسار اللازم لتحقيقه … ومغالبةٌ للنفس والأهواء..

والتميز الحقيقي صفةٌ هادئة تتكامل وتتعاظم مع الوقت.. وتبرز دون تعمّد أو تكلّف ودونما حاجةٍ إلى الإبهار والحملات الدعائية على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي (التي كثيرًا ما تسوّق لتميزٍ مزيف هش مآله أن ينكشف).. وتبرز صفة التميّز أحيانًا حتى رغم عدم محاولة صاحبها الظهور.. فنجالس أحيانًا أشخاص لا يلفتنا مظهرهم ولا حركات جسدٍ متصنعة تنمُّ عن تباهٍ ولا يتعمدون لفت الأنظار.. لننبهر بعدها بشخصيتهم أو بمنجزاتهم أو قيمتهم الفكرية أو الإنسانية..

والتميز يشترط العشق لذاته والإخلاص له وصدق النوايا.. فلا يقبل سعيًا مقترنًا بتطلُّعٍ لشهرة أو نفعٍ مادي أو مصلحة.. كما لا يقبل إلا  طهارة الوسيلة والأدوات .. فكم نعرف من شخصيات شهيرة ظنناها في غاية التميز وعظم المنجزات لنكتشف فيما بعد قذارة وظلم سبل  الوصول إلى هذه الصورة المزيفة.. التي تتحطم على خلفية الوسائل التي استخدموها للوصول إلى الغايات..

والمتميزون دائمًا أشخاصٌ متواضعون.. لأن وصولهم للتميّز لم يكن سريعًا، وإنما مرّ بمسيرةٍ من الجهد والالتزام والآلام جعلتهم يدركون قيمته ومعناه وغايته.. إن كانوا مشهورين فقد جاءت شهرتهم عرضية غير مقصودة ولا مشتراة…

والمتميِّزون هم أيضًا أشخاصٌ ضنينون بوقتهم.. فلا يمنحونه إلا لما ولمن يستحق.. ولما ولمن يضيف لهم قيمةً فكرية أو معنوية أو نفسية .. 

 عزيزي الإنسان… تميَّز في جميع الجوانب التي تستطيع التميُّز بها… وتعلَّم كل ما يمكنك تعلمه

لا تجعل ذكراك تنتهي بقراءة الفاتحة أو بدعوة “فليكن ذكره مؤبدًا” بعد أن تُوارى الثرى..

لا تكن مثل الوجبات الباهتة لا طعم لها وإنما هي لملء فراغٍ في المعدة.. فلتأت بنكهةٍ مميزة.. نكهةٍ تترك في النفس أثرًا وفي المجلس حضورًا لافتًا.. حتى يصبح وجودك فيه مطلبًا ومكسبًا وتطلُّعًا….

 اجعل نكهتك مرفقة بتنبيهٍ يحذِّر خطورة الإدمان .. ولا تسمح بأن يكون حضورك وغيابك سيان…   

نعم، الوسامة أو الأناقة أو الجسم الرياضي أو المكانة الاجتماعية المرموقة أو الغنى المادي جميعها أمورٌ محمودة وإيجابية لا ننكر إغراءها.. لكن إن كان ذلك هو كل ما لديك لتقدمه للحياة والبشرية.. فلا فكرٌ ولا تميّز شخصية ولا معايير أخلاقية ومبادئ عالية ولا أثرٌ في البشرية أو في حياة من حولك….

فاقترابك عزيزي هو أشبه ما يكون بابتعادك ..                                                 

بين هذا وذاك.. فقدنا الهويَّة

لا تضيِّعوا الحدود فتضيعوا معها

مؤسف ما نراه اليوم، في مسيرة التيه التي بدأناها منذ مدة، من تلاشي الشخصيات والمبادئ وذوبان حدود التعامل مع المسائل المختلفة، رغم أن المفترض هو بروز الشخصيات بوضوحٍ وتحديد أكبر كلما تقدَّم بنا العمر وزاد إدراكنا ووعينا وعلمنا .. بحيث لم نعد نعرف كيف نحب ونحبب الغير فينا دون تضحية بأصولنا، أو أن نبذل الود واللطف والحرص على مشاعر الغير دون أن نبذل الطاعة والانسياق في قيمنا ومعتقداتنا وأخلاقنا. أسوق هنا بعض الأمثلة التي أراها على ذلك، على أن الواقع يفيض بالكثير غيرها

المزاح جميلٌ ومحبَّب ونحتاجه جدًّا… لكنه أن خرج عن حدوده المقبولة أصبح مرفوضًا تمامًا. إنْ تناوَلَ الآخرين بسخرية (مثل الاستهزاء بأصحاب الوزن الزائد أو الإعاقات أو من لا يملكون قدرًا من الجمال أو من الذكاء بنشر صورهم والتهكم عليهم)، أو تعدَّى على محارم الله (مثل نشر صور لأشخاص عراة أو شبه عراة)، أو كان في الأعراض (حتى وإن كان من ارتكب الفاحشة مُقرًّا بذلك)، أو روَّج لأيٍ من الكبائر، أو ما كان فيه أي قدرٍ من الاستخفاف بأسماء الله أو شعائره

نعشق الفن والموسيقى بالفطرة، فهي ترقى بالنفس وتسمو بالروح وتهذِّب الخلق… لكننا نعرف ونرى ما يُقحَم تحت شعار الفن والموسيقى من الابتذال والإسفاف بل والجنون أحيانًا. وأكثر ما يستفزني ويؤلمني هنا هو ما يقوم به البعض من إدخال اسم الجلالة في ذلك. فقد تجرأ الكثيرون على إدخال أسماء الله ضمن كلمات الأغاني الرخيصة أو حتى التلفُّظ به في أثناء التصفيق أو الاستمتاع أو الإشادة بهذا النوع من الأغاني. كيف استطعنا أن نصل إلى الجرأة المرعبة على خالقنا في أن نلفظ كلمة “الله” ونحن ننتشي طربًا بأغنية ساقطة أو نستمتع بحركاتٍ رخيصة لراقصةٍ أرخص؟ إن كنا أضعف من الامتناع عن هذه الأمور فأقلُّ القليل أن نُبقي على احترامنا للذات الإلهيَّة العليَّة

الأدب واللطف في التعامل والتحبُّب إلى الخلق ومجاملتهم واجبٌ رائع يقرِّب القلوب ويدفع العداوة والبغضاء… لكنه يصبح سيئًا وممجوجًا، بل وحتى غير جائز إن خالف العقيدة (أيًّا كان دين الشخص) وعلى الأخص في الكبائر

فإن أخذنا مثلًا قضية الشذوذ، لا يجوز لأي شخص اتهام مرتكبه بالكفر أو الخروج عن الدين، أو معاملته بأي طريقةٍ مهينة أو مسيئة. هو يرتكب معصيةً وفاحشة وإثمًا كبيرًا، لكنَّه لا يختلف عمن يسرق (وما أكثرهم في زماننا)، ولا عمن يزني أو يشرب الخمر أو يقامر، والذين يُرجى أن يهتدوا ويمتنعوا عن المعصية يومًا ما. بل الواجب نصحه سرًّا والدعاء له بالتغلُّب على هذا البلاء. لكن المرفوض تمامًا هو إعطاء هذا الفعل أي نوع من التعاطف أو الدعم أو الشرعية أو التعامل معه على أنه حريَّة شخصية يتوجَّب حمايتها، لأن أثر ذلك يطال المجتمع ككل حتى يمكن أن يصل إلى أغلى الأشخاص على قلوبنا. والمرفوض أيضًا المجاهرة به علنًا (“كل أمتي معافى إلا المجاهرين“) أو قبول ذلك والتشجيع عليه، بل وما نراه حاليًّا من الافتخار بذلك حتى وصل الأمر لأن يصبح انتقاده هو المحذور والذي يُخشى منه. فأين ما يدَّعونه داعمو هذا النوع من “حريَّة التعبير”، التي تتوقف بمجرد أن نتجرَّأ على انتقاد هذا الفعل

أعي تمامًا ما يقدِّمه البعض من مسوِّغاتٍ بأن ذلك يعود لمسببَّاتٍ خَلقيَّة أو نفسيَّة.  وقد بحثت كثيرًا في الأمر حتى لا أظلم أي وجهة نظر وارتحت بعدها إلى التالي

فإن كانت أسبابه نفسيَّة فالواجب معالجته، أو على الأقل بذل جهدٍ معقول في سبيل ذلك –

وفي حال كانت أسبابه خَلقيَّة فأغلبها تعالج جراحيًّا. أما إن تعذَّر، فيكون حكمه حكم أي نوعٍ من العيوب أو الإعاقات والتحدِّيات التي يولد بها البعض، ويتعيَّن عليهم التكيَّف معها ومقاومة ومغالبة إتيان المعصية ما أمكن. وهنا يؤجر ويثاب على ذلك بأضعاف ما يؤجر عليه الأشخاص الطبيعيِّين. وهو نوعٌ من أنواع الابتلاءات التي يتعرَّض لها كلٌّ منا في حياته ويقابلها بالصَّبر والاحتساب

أما إن كان ذلك الفعل عن مللٍ ورغبةٍ في التنويع وتجربة كل الملذات والانسياق وراء شهوات النفس أينما قادت صاحبها، فهذا لا يبرِّر أي نوعٍ من التعاطف والتشجيع له. والدنيا لم تُخلَق لإرضاء أهوائنا بلا ضوابط

زماننا أصبح فيه أيَّ فعلٍ أو خطيئة أو معصية أو حتى جريمة يزيَّن بغلافٍ من الرومانسيَّة لكسب الاستعطاف والتأييد، لكن الخطأ يبقى خطأً. وفي جميع الحالات، يجب أن لا ندين الفاعل أو العاصي، أو نقبل نبذه أو إهانته أو تكفيره أو معاملته بأي نوعٍ من الظلم أو انتقاص الحقوق أو القسوة، وهو يستحق المعاملة نفسها كأي شخص آخر، لا فضل لأحدٍ على أحد فكلنا عاصٍ في مرحلةٍ من المراحل. وإنما ندين الفعل ذاته ونرفضه بأقسى الكلمات، كما نرفض الترويج له أو تشجيعه أو تطبيعه أو تشريعه.  فتحريمه واضحٌ لا جدال فيه في جميع الأديان  

مثالٌ آخر أسوقه هنا هو مجاملةُ الأصدقاء من أصحاب الديانات والمعتقدات الأخرى أيًّا كانت. برأيي المتواضع، وبغض النظر عن أي فتاوى تتفق أو تختلف مع هذا الرأي، أجد من المحبب جدًّا والواجب أن يشارك بعضنا بعضًا الاحتفال بالمناسبات الدينية ونهنئ بعضنا فيها بل ونتبادل فيها الهدايا

لكن المرفوض أن يكون في التهنئة أو الهدايا أو المشاركات ما يعارض العقيدة لأيٍّ من الطرفين. فأنا لا أتوقع من أصدقاء لي من المسيحيين أو اليهود الاعتراف بقضايا عقائدية بالنسبة لي مثل رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو كونه خاتم الرُّسل، ولا أنتظر منهم أن يقولوا ما يوحي بذلك. وبالمثل، لن ينتظر مني أصدقائي المسيحيُّون مجاملتهم على حساب عقيدتي. فلا يجوز أن تكون تهنئتي لهم في أعيادهم بأن أكرِّر، دون تفكيرٍ أو تقدير، جمل متداولة لديهم تتعارض مع عقيدتي.  هنا تحضرني جمل يكررها بعض المسلمين عن محبةٍ وحسن نية لكنها لا تجوز بالنسبة لنا مثل “المسيح قام حقًّا قام”. وهو ما يخالف اعتقادنا وما نصَّ عليه القرآن الكريم. وهذا لا ينتقص بأي شكلٍ من الأشكال الاحترام ومحبَّتنا لبعضنا البعض، إنما هي محبَّةٌ وتآلف وأخوة في الإنسانية وليست ذوبانًا وانصهارًا واختلاطًا في المعتقد

أُقدِّر تمامًا أن تجاوز البعض حدود الواجب والمقبول في المجاملات لا يأتي من ضعفٍ في الشخصية أو المبادئ، إنما هو عن طيب قلبٍ وتفانٍ في إظهار منتهى الحب والود.. لكنَّ إثبات الحب لا يستلزم أبدًا إنكار الذات ونفي الفكر والرأي والمعتقد الشخصي. من يحبُّك سيحبُّك على اختلافك عنه في كل الجوانب، ومن يكرهك لن يحبُّك لو كنت مستنسخًا عنه

لقد اختلطت الأمور وتلاشت الحدود وزادت إلى حدٍّ كبير مساحة الضبابيَّة بين ما هو محمود وجيِّد ومقبول وبين ما هو مرفوض أو لا يجوز، ومعها زادت ضبابيَّة شخصيَّاتنا وضياعنا بين ما نقبله وما نرفضه والحدود التي نلتزم بها. قوة الشخصيَّة والمبادئ يجب أن تقترن دائمًا بالحكمة (البعض يسمِّيها دبلوماسية)، فلا يكون الإنسان فظًّا غليظ القلب واللفظ والتصرُّف لكنه في الوقت ذاته ليس بالإمَّعة، يستجدي رضا الناس والجموع على حساب اعتقاده وقناعاته

المطلوب أن نسعى دائمًا لأن نُحِبَّ ونُحَب وننشر المحبَّة والتسامح ونعين بعضنا البعض على الخير، دون أن يؤدي ذلك إلى فقدان هويَّتنا الأصلية وبوصلتنا. المطلوب منتهى الأدب في التعامل مع الوقوف عند الحدود. الله سبحانه وتعالى خلقنا متنوِّعين متباينين لنتعارف ونتآلف ونتعلم من بعضنا وليس لننصهر ونذوب حتى نخرج شخصيَّةً واحدة، وهنا تصبح الحكمة أهم من العلم والذكاء

ختامًا، أحترم جدًا أصحاب المبادئ التي تقوم على منطق وبحث وثقافة عند التزامهم بها دون اشتراط أن تتوافق مع رأيي وفكري. ولا أحبُّ أن يوافقني أحد في الرأي أو يردد كلماتي لمجرد المجاملة والتحبُّب، أو تحسُّبًا لمظنَّة نشوء خلافٍ. ويؤلمني جدًّا ما أجد وأرى من تلاشي الحدود، و

‘‘القبول بأيِّ شيء وكل شيء في سبيل أن نجد القبول’’

اِقْـــــتَــرِبْ

هو ليس اقتراب الجسد والطقوس والحركات

هو اقتراب الروح والعقل والهوى

اقترابٌ من قبس السعادة والطاقة الإيجابية والقوة الكونية التي تُسيِّر كل ما نرى وما لا نرى

اقترابٌ من سر الطمأنينة وهدأة النفس وراحة البال

عشقٌ لمن صنع كل شيء وبيده كل شيء

قربٌ فيه لذَّةٌ لا تشبه أي لذَّة

لا ترتبط بديانةٍ أو مذهب، بل يشعرها المؤمنون الموحِّدون، مسلمون كانوا أم مسيحيُّون أو يهود… بجميع مذاهبهم

 

هي لذَّةٌ تدوم بدوام القرب… ولا تشبهها في شيء اللذَّة الوقتيَّة التي تتأتى من أي متعٍ دنيويَّة، يماثل مفعولها المسكِّنات التي تُغطِّي ألم الجسد والنفس للحظاتٍ، وإن طالت… لتخلِّف في إثرها سمومًا تطالهما فيما بعد، وتتركهما في حالةٍ أشدَّ سوءًا مما كانا فيه

فلماذا يُصرُّ الخالق على القرب والاقتراب؟

كالصانع يعلم أسرار صنعته كما لا يعلمها أحد… يعرف أن هذه النفس المتعَبة المتخبطة دائمًا والتائهة مرارًا والجوعى دون أن تدرك سر جوعها، لن تهدأ حتى تقترب

يلحُّ الله في الكثير من مواضع الكتاب المقدَّس على القرب…

“كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب”

“فإني قريب”

“وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد”

“لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا”

وكالأم الحانية التي تلحظ ولدها مُقدِمٌ على ما يؤذيه… تحاول أن تثنيه عن ذلك بالترغيب والإغراء بأصناف المغانم تارةً، وبالتهديد والتوعُّد بالعقوبات والحرمان تارَّةً أخرى، علَّه يعود عن ذلك… هي تعلم ما فيه خيرٌ له، وهو يظنَّها قاسية ومتشددة

هنا نستدعي أيضًا سر حاجة الإنسان الملحَّة للنوم العميق تمامًا كحاجته للهواء والماء والطعام، والذي يؤدي حرمانه منه لفترةٍ مطوَّلة إلى الهذيان والجنون ثم الموت الفعلي… دون أن يكون هناك سببٌ فيزيائي يمكن قياسه لذلك أو حاجةٌ فيسيولوجية استطاع العلماء أو الأطباء وضع يدهم عليها أو تفسيرها بدقَّة مثل حاجة الجسم للطعام أو الشراب أو الهواء… وهو ما فسَّره الحقُّ بمنتهى البساطة حين بيَّن أن النوم هو موتةٌ صغرى… تنطلق خلالها الروح (كما في الموت) وتغادر الجسد الدنيوي الفاني، باحتياجاته المادية وقصوره البيولوجي، لتقترب من الذات الإلهيَّة فتأخذ منها حاجتها من الطاقة والطمأنينة والحب والنور… ثم تعود بعد ذلك، إن لم ينتهي العمر المقدَّر، لتسكن ذلك الجسد.  ومن يقرأ في أسرار الروح والموت والنوم يجد في هذا التفسير الكثير من المنطق

إذا نظرنا سنجد نمطين من البشر…

  1. المؤمنون حقًّا… وهم ليسوا من يؤدُّون الشعائر والطقوس والإيماءات والواجبات دون أن تلمس قلوبهم… بل هم من يقيموها حقَّ إقامتها في حياتهم وتعاملاتهم، ويشعرون بالامتنان لقدرتهم على أدائها… بل ويشتاقون إليها

هؤلاء نلحظ لديهم اطمئنانًا وهدوء نفس غير عادي، يمكن تمييزه في كلامهم ونبرات صوتهم وفي فكرهم وحتى لغة جسدهم، وهو أوضح ما يكون في البسمة التي تكاد تكون دومًا مرتسمة على وجوههم فتشعر معها بأنهم، رغم جميع الآلام والمصائب والصعوبات التي قد يكونوا يمرُّون بها، وجدوا كنزًا خالدًا لا يفنى ويقينًا بأنهم مالكو هذه الأرض والحياة والآخرة الأبدية… لدرجةٍ قد يحسدهم عليها البعض ويظنون أن لديهم سرًّا ما (والأمر هو بالفعل كذلك)

  1. المبتعدون… الذين ألهاهم التكاثر… وشغَلهم لهاثٌ دائم وراء أهداف ومغانم مرحليَّة دنيويَّة اعتقادًا منهم أن الإنسان ما هو إلا الجسد… واعتقادًا منهم أن هذه الأهداف والمغانم ستحقق لهم السعادة المنشودة في حين أن كل ما تعطيهم هو مسكِّنٌ مؤقت وجرعة أدرينالين… تتلاشى لتترك توقًا لما هو أكثر مما حققوه…

ينتهي الأمر هنا بواحدةٍ من ثلاث…

أناسٌ حقَّقوا كل ذلك، بل وأكثر مما يحلمون… حتى آل بهم المطاف إلى………. الانتحار

وهو ما لم يستطع أحد تبريره وفق المقاييس المعتادة… فقد حازوا المال والشهرة ومحبة الملايين… لكن روحهم لم تجد حاجتها… ولم يعودوا يستطيعوا وفق المعايير الدنيوية أن يجدوا ما هو “أكثر” ليطلبوه… فطلبوا الموت! علّ روحهم تجد فيه الخلاص

وأناسٌ أكثر حظًّا… اهتدوا بعد الابتعاد إلى المصدر الحقيقي للسعادة… فتجدهم، أيضًا بعد طول ابتعادهم واختبار جميع الشهوات والملذات والأهداف الدنيوية، يستسلمون لبكاءٍ بلا سيطرة، حتى منهم الرجال الأشداء، لما عرفوا من لذّة القرب التي لطالما بحثوا عنها ونشدوها في أماكن خاطئة… لدرجة أن بعضهم يتخلى عن كل شيءٍ من أجل “كل الشيء”…

وأناسٌ تمضي بهم الحياة وهم مبتعدون وماضون في الابتعاد، فقدت منظومتهم الجانب الروحاني فلا يشعرون إلا بما هو مادي ومحسوس… واقتصرت مستقبلات حواسِّهم على مؤشراتٍ محددة للنجاح لا تتضمن أي رسالةٍ في الحياة… يتمسكون بها بكل قوَّة فتُخرجهم عن دائرة الرعاية الإلهية و”الرد الجميل”… معظمهم يستشعر في اللحظات الأخيرة قبل مغادرة روحه الجسد كم كان مخطئًا في حساباته ومؤشراته…

       

        آية “كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب” تلخص مراحل الاقتراب.. وإذا تأملناها سنلحظ أن ذلك…

يبدأ برفض الأفعال التي تبعدنا عن دائرة رحمته ورعايته ومحبته وعلى الأخص ما فيه ظلمٌ للبشر… علمًا بأن الله يمهلنا الشيء الكثير ويغفر لنا الكثير طالما أن في قلبنا لو حتى القدر القليل من الإيمان به…

هذه الأفعال تبعدنا شيئًا فشيئًا، وتأخذنا إلى غفلةٍ تطوِّقنا حتى يصعب خروجنا منها كلما طالت واستمرت واستحكمت

وتأتي المرحلة التالية متمثِّلةً في السجود… أن نضع جبهتنا على الأرض التي منها خرجنا… مقصِد ذلك الأساسي هو إخراج أي قدرٍ من الكبر والتعالي والغرور من النفس بحيث لا تعود تستنكف عن التقرُّب إلى خالقها والإقرار بفضله… فلا يمكننا أن نطلب صِدق القرب من أحدٍ ونحن نتكبر عليه

أتعجب هنا جدًّا من أي شخصٍ يدَّعي أي قدرٍ من الذكاء ويحاكم فرض السجود على أنه حاجةٌ من الخالق لإثبات الذات أو لإشباع الغرور أو لإذلال البشر… إذ كيف يمكن لعقل ذلك الشخص، الذي لا يستطيع هو نفسه فعليًّا الإحاطة التامَّة بأيِّ وأصغر واحدٍ من مخلوقات الله (ولا حتى ادِّعاء ذلك)، أن يدَّعي أي فهمٍ أو إحاطة بخالق تلك المخلوقات وغاياته؟ أو أن ينسب إليه إحدى صفات القصور البشري، في حاجتهم إلى إثبات الذات أو إشباع الغرور أو إذلال الغير؟… أيُّ قدرٍ من الغطرسة والجهل وقلة الذكاء والفهم والأدب مع الخالق يجب أن يكون عليه هذا الشخص ليُقدِّم تفسيرًا كهذا؟! هل من سويٍّ يدَّعي أن الأمَّ تطلب من طفلها إطاعة أوامرها لأنها تقصِد إذلاله؟؟! فكيف بخالق الأم

والآن وقد اجتنب الإنسان ما يحجبه عن مصدر طاقته الروحانيَّة، ويغرقه في دوامة العالم المادي البحت، ثم نزع من نفسه كل كِبرٍ وغرور (وهو أصل كل الشرور)، أصبح بإمكانه أن “يقترب”… بنيَّةٍ صافية ورغبة صادقة في البحث عن السعادة الداخلية…

سنجد شيئًا غريبًا يتَّفق عليه الكثير، وقد اختبرته بنفسي حتى أصبح يقينًا يماثل يقيني بكل ما أستطيع رؤيته ولمسه فعليًّا حولي… وهو أن أجمل إحساسٍ وأقوى إحساسٍ بالحنو واللطف والرعاية الإلهية يأتي في أقسى الأوقات وأصعب المحن وأشد الآلام… عندما يتقبَّل المرء ما يحدث له على أنه كلُّه خير بلا شك… عندها تحدث المعجزات… وتنجلي الرؤية عما تحجبه عادةً شواغلنا اليومية…

وإذا سألت الكثيرين ممن اختبروا هذا الشعور سيقولون …

أجملُ القُرب يكون خلال أقسى الابتلاءات             

العنصر الكوني الأقوى

خاطرة جميلة سمعتها مؤخرًا وأعجبتني، مفادها …

 

أننا نظرنا إلى الجبال فأدهشتنا ضخامتها وشموخها وظننا أن ليس هناك ما يستطيع تحطيمها

ثم أرسل الله الحديد فشقّ به الجبال

عندها اعتقدنا أن الحديد هو الأقوى بين جميع عناصر الكون… فأرسل الله النار التي أذابت الحديد

ورغم قدرتها على إذابة كل شيء… جاء الماء ليطفئ النار المستعرة ويثبت ضعفها

بدا وكأن الماء هو أقوى العناصر، إلى أن تبخّر وتحوّل غيومًا تسيّرها الريح كيف تشاء

المخلوق الوحيد الذي استطاع تسخير الرياح هو الإنسان

وهكذا تصورنا الإنسان أقوى المخلوقات على الإطلاق

إلا أنه هُزم وانكسر.. وغلبه سلطان النوم ليس إلا ….  أمرٌ لا يصدق

لكن النوم تلاشى أمام هواجس الخوف والهم والقلق

الآن يبدو وكأن لا يوجد ما يمكنه التغلب على ذلك كله

يبرز هنا دور الإيمان.. الذي يأتي ليهزم كل شيء ويتداعى أمامه كل شيء

نحن عندما نؤمن بأن

كل ما هو في الحياة مقدّرٌ علينا… ولا نملك من أمرنا إلا الشيء البسيط ولا أن نتحكم بمقدرات حياتنا كما أنه ليس بمقدورنا منع حدوث أمور لا بد لنا أن نمر بها..

وكل ما هو مقدّر هو حتمًا خيرٌ لنا ويصبّ في مصلحتنا… وليس المقصود به إيلامنا أو جعلنا نعاني… قد لا نرى الحكمة وراء حدوثه، حيث يحجب الألم بصيرتنا… لكن بعد ذلك بأيام أو ربما أشهر أو سنوات تتكشف أمامنا حقائق جديدة بحيث لا نختار إلا ما حدث لنا بالفعل… وقد يمر العمر ولا نكتشف الحكمة وراء بعض المحن إلا عندما نصل الدار الآخرة

أي مصاعب ومشاق ومصائب وتحدّيات نمر بها لا تعدو كونها فصولٌ في قصتنا، أو مشهد في مسرحيةٍ طويلة لم تكتمل فصولها، وعليه فليس بمقدورنا أن نخرج باستنتاجات قطعية بعد..

رغم عدم قدرتنا على التحكم فيما يحدث لنا إلا أننا ما نزال نملك السيطرة على كيفية استجابتنا لما هو مقدّرٌ علينا، وهذا يؤثر بدوره ويمكن أن يغيّر مسيرتنا المستقبلية (التي يعلمها الله ونجهلها نحن).. وعليه يتوجب علينا أن نواجه أقدارنا بإيجابيّة ومثابرة متواصلة، مع حمدالله وشكره في جميع الأوقات..

عندها لا يمكن للخوف أو الهم أو القلق أن يجدوا طريقهم إلى عقلنا أو قلبنا

يجب أن نبذل أقصى الجهد وكل ما نستطيع، لكن دون أن نفكّر للحظة واحدة بعدها بالعواقب أو بما سيأتي. فاللطيف الخبير وأرحم الراحمين هو من سيتكفّل بذلك

الإيمان هو بالمطلق أعظم وأقوى العناصر الكونية والذي ينهزم أمامه أي عنصرٍ آخر… خالق الكون وصانعنا أعلم بذلك وهذه علة تكرار وجوب الإيمان بالله واليوم الآخر

تمسّك بإيمانك.. تغيّر مسار حياتك

How Can it Be All Good?

How can all the pain, suffering, calamities, grief, challenges be to our benefit?

This is something that most people struggle to understand and appreciate.

Let’s start with this analogy:

You can either choose to study medicine (also law in the case of the US), and spend long years of arduous work, sleepless nights and tremendous stress, in order to eventually secure a lucrative future and guaranteed income.  Or, you can choose an easier, quicker-to-finish discipline such as Arts and Humanities but then go through life on average income, with the risk of potentially being unable at certain stages to generate income or find a job.  Most would wish they could go through the painstaking journey of studying medicine had they the resources of cleverness and financial support realizing the eventual rewards that come with it, and no one can criticize them or wrong them for that.  They need the struggle in order for their knowledge, wisdom and skills to develop and become adequate enough to undertake the responsibility of tampering with human life at such direct level.

Same can be applied to life struggles in general.  Paradise is an unimaginable bliss.  It’s a place where people live as the Quran describes: “(15:47) And [by then] We shall have removed whatever unworthy thoughts or feelings may have been [lingering] in their breasts, [and they shall rest] as brethren, facing one another [in love] upon thrones of happiness.”    We are only able to reach that state of purity of heart, lack of any worldly desires or feelings after we have been through suffering and difficult trials.  Very mistaken is he who thinks this life is about finding happiness, or that REAL happiness in every sense of the word even exists in this life.  This phase is all about preparation and elevation to become worthy of Paradise.  Not allowed to enter Paradise are those who still have inside, to any extent, any of the worldly character diseases/faults such as greed, envy, jealousy, deception, ego, etc.  The community that will populate Paradise will be that of the highest ethical and spiritual level, otherwise it wouldn’t be Paradise.  A level we cannot be elevated to except by going through trials, struggles, pain, challenges, till we recognize how petty are things that otherwise dazzle our sight.

How happy are we when we finally reach the level of fitness and the physique we’ve always dreamed of, even though we had to work at it for many many hours, and suffer pains, sometimes injuries.  Yet we gladly embrace all of that having set in front of us the target.  In a similar manner we should embrace what we have to go through in life in order to achieve a target of eternal bliss.  I always say that if Paradise was only about never ever experiencing worry, pain, fear, hunger, grief, etc., then that alone qualifies as eternal bliss regardless of the infinitely other promised bounties.

Going back to the initial question… How can it be all good?

Going through the hardships in life has four aspects/benefits:

  • Erasing sins we have committed in the past, purifying our souls of the heavy burden of guilt and remorse. This grants us entry to Paradise making us worthy of such a place.
  • Elevating our status in Paradise, with all the privileges that come with that. Even though so many people will find their way to Paradise, no fair system of judgement should grant those who struggled more, gave more to others, lived a life of altruism, the same status and rewards as those who did the bare minimum.  Remembering that in Paradise things will last eternally, one should strive to the best of his ability to achieve the best possible status.  This has to take precedence over any worldly possessions, home or status, since, at longest, they will last for only a 100 years!!  Ask anyone in their 80s, how long life seemed they’d say it passed so fast as if they lived for only a handful of years.  And life IS really a very brief transitional stage of existence, yet we worry more about it, are obsessed with achieving success in it, when the real goal should be ETERNITY !!
  • Elevating us spiritually, giving us the wisdom and sound vision to see life as it really is, to shrink all people and things back to their actual sizes, to come to know what is important and worth our time and effort and what is a total waste of both, to release us of all future worries and anxieties realizing that there’s only so much we can do and we are NOT IN CONTROL, to ground us against inflated ego putting our achievements in correct perspective for what they’re worth, to free us from obsessing and excessively holding on to people, and things in this life no matter how dear they are to us when we realize we shall all be reunited again one day, surrendering to the Will of Our Creator and Sustainer knowing that we can only see so far ahead of us whereas He Sees All and is the All Knowing of what’s best for us even when we THINK we do.
  • Giving us more strength and confidence than we had before. It’s just like physical workouts, no pain no gain, more rigorous exercise regimen yields stronger muscles and endurance.

People who suffer one or more very painful experiences especially the loss of a loved one, and I’m one of them, often come to see the wisdom of what they went through.  They eventually find a level of tranquility, serenity, free from worries, that they have never experienced before in life.  So much so that challenges become a welcome experience as they result in more self-development than any one study program.

“(2:216) it may well be that you hate a thing the while it is good for you, and it may well be that you love a thing the while it is bad for you: and God knows, whereas you do not know.

They say OMG!!… I say: Bring it on!!

تغيّرت

وأنا فرحة وفخورة بهذا التغيير فهو دليل تطوري إلى الأفضل

لم يعد يثير إعجابي من الأشخاص والأشياء إلا النادر

ليس لأنه دخل في نفسي أي قدرٍ من كبر أو إعجاب بالذات وإلا لكنت احتقرت ذاتي لأجل ذلك، لكن اتضحت أمامي الرؤية وتغيرت أولوياتي.. عرفت معنى الحياة والغاية منها وعرفت قدر الإنسان .. فإما أن نعظّمه ويجعلنا في مرتبةٍ تفوق الملائكة وإما نحطّه فنغدو أدنى من البهائم

لم أعد أرى في الناس جمال الشكل أو الغنى المادي أو ثقافة الشهادات الجامعية أو أهمية المنصب الوظيفي أو رفعة النسب العائلي بل جمال الأخلاق والفكر والغنى الروحي وطيب النفس وثقافة العلم والحكمة وأهمية العمل المؤثر في حياة الآخرين ورفعة الترفع عن ماديات وقشور الحياة

الضعف في نظري هو عدم القدرة على إبداء الرأي الصادق مخافة عدم قبول الآخرين… والهوان هو التضعضع أمام من هو أعلى منصبًا أو أكثر مالاً… وهو الحرص على التقليد وإرضاء الغير وترك النفس تنجرف وتُسيّر مع التيار السائد أيًا كان

أما القوة كل القوة فهي أن يعيش الإنسان مغالبًا كل ما سبق… وفق ما يرتضيه الضمير ويمليه الحق

أبحث في الإنسان عما يشغله ويملأ عقله ونفسه… أهو ممتلئٌ بنفسه وكيانه وحياته فلا يكون هناك مجالٌ لأي شيءٍ آخر؟

بالإنجليزية يستخدمون عبارة “إنه ممتلئٌ بنفسه” للتعبير عمن تشغل وسامته وأناقته وذكاؤه كل حيز تفكيره بحيث لا يعد هناك مكانٌ لأي قضيةٍ أخرى… وهو بذلك “خفيفٌ” لا وزن له ولا تأثير ولا قيمة يضيفها للحياة… شواغله عبارة عن ما يلبس وأين يذهب وبروزه اجتماعيًا وصورته اللامعة والأماكن التي يرتادها والأشخاص الذين يظهر بصحبتهم… لكن في الداخل خواء… فلا حكمة ولا تفكّر ولا تواضع ولا هدف واضح من حياته ولا تأثير على حياة الآخرين… حديثه في أي مجلسٍ هو في أحسن الأحوال آراء وتعليقات في مواضيع لا قيمة لها… ولا بصمة يتركها في فكر أي شخص بعد أن ينفضّ المجلس ولا حكمة ذات معنى سامٍ يبثّها في النفوس فتريحها ولا جملةً تستفز عقول من حوله فيتفكرون بها ويبحثون عن إجابةٍ لها

لا يجب أن يٌفهم من ذلك أبدًا أنني ضد جمال وأناقة المظهر فالله جميلٌ يحب الجمال.. والله لم يكتف بإيجاد مخلوقاتٍ تؤدي أغراضًا وظيفيةً معيّنة في هذه الدنيا بل أنه حرص وأبدع في إخراجها بتنوعٍ وتعددٍ وجمال لا يُصدّق ولا تستطيع عقولنا أن تدركه… فكان الجمال أحد أدواته التي يقودنا بها إلى معرفته

وأنا لا أستطيع إلا أن أحرص على أناقة مظهري في كل وقت فقد جُبلت على ذلك وأنا التي تربيت وسط أبوين هما عنوان الأناقة والظهور المتميز.. لكن لا أقبل أبدًا إلا أن يكون هذا أقل شواغلي وأهدافي وما أقدّمه لهذه الحياة… ينبغي أن يكون عقلنا وعلمنا وفكرنا وحكمتنا ونبل صفاتنا وحسن تعاملنا مع البشر وأخلاقنا وصدقنا هم أجمل ما فينا… يجب أن يشهد الناس لنا بعد رحيلنا بما قدمناه من خير للغير وليس بما تزيّنّا به من الملابس وما سافرناه من رحلات وما اقتنيناه من البيوت

أصبحت بالنسبة لي عبارة “أمرر الوقت” أمرًا لا أفهمه مطلقًا فهو غريبٌ بالنسبة لي غرابة أفلام الخيال… وأصبحت أشعر أن الجلوس لساعاتٍ بلا إنتاج أو تعلم أو تطوير للذات أو تواصل مع العائلة أو خدمة الآخرين هو جريمة لا تغتفر…. إهدار لموردٍ لن يتجدد وهو أثمن مواردنا التي تنضب مع كل ثانية تمر

نعم تغيرت وأحمد الله على ذلك كما أرجوه أن لا أكون قد وصلت سقف إمكاناتي في رحلة التغيير الإيجابي

وكيف يُعقل أن لا نرضى بل وأن لا نفرح..؟

كيف يُعقل أن لا أُسعد بكل ما مررت به من تجارب حلوةٍ أو مرةٍ في حياتي؟…

كيف يمكن أن أستاء أو أغضب أو أشعر بالحزن أو الضيق لملمّاتٍ أصابتني في مراحل ما؟…

كيف يكون أن لا أشكر لكل الصعوبات والتحديات والدموع والجروح ومواقف الخذلان التي مررت بها؟…

وكيف أجرؤ أن لا أعشق وأشكر وأحمد في كل لحظةٍ ومع كل نفسٍ أستنشقه من قدّر لي وعليّ كل تلك الأقدار… من أجملها وأحلاها وأسعدها إلى أصعبها وأكثرها قسوةً إلى حد الشعور بالاختناق، وإلى حد حرماني من الذين أحبهم؟

وهي (الأقدار) مجتمعةً ما جعلت مني الشخص الذي أنا عليه اليوم وأنا فخورةٌ جدًا به…

وهي التي تدفعني مع كل يوم لأطوّر وأحسّن ذاتي دون اكتفاءٍ بما ارتقيت إليه، ولا أقصد هنا المناصب وإنما الارتقاء العلمي والمعرفي والروحي وسمو الأخلاق…

وهي التي ترافقت مع فتراتٍ أحسست فيها بأعلى درجات الحب الإلهي والرعاية الإلهية…

وهي التي أظهرت لي بكل جلاءٍ مدى عظمة وحنو ولطف وجبر خالقي… إلى درجةٍ يقينية تعادل تلك التي تكون لدي تجاه كل شيءٍ ملموسٍ ومحسوسٍ أمامي…

وهي التي يردّني فيها ربي إلى رشدي وديني ورضاه ومغفرته وواسع رحمته ردًّا جميلاً…

وهي التي تضمن لي درجاتٍ أعلى في الجنة والرضوان والنعيم في حياةٍ آخرة مستمرة لا تنتهي، في مقابل آلام وأوجاع وتحديات وإن استمرت سنين طويلة فهي ليست في المنظور الكوني الواسع سوى لحظات….

وهي التي منحتني درجةً من الطمأنينة والسكينة والرضا والسعادة لم تكن لدي سابقًا، ورآها في عينيّ وشخصي وتصرفاتي كل من حولي…

وهي التي مسحت وجهي بإشراقة المحب الراضي القنوع المتوكّل تمامًا على خير من يتولى تدبير أموره… بدل أن يكون مسكونًا دائمًا بالقلق والخوف من المستقبل والتردد والتوتر على ما ينتظره من مهام والحزن على ما لم يحوزه من المال أو المنصب أو الولد أو السعادة الوهمية…

وهي التي تُشعرني بأني لا أتمنى شيئًا أكثر مما لدي… وكل ما يأتيني بعد ذلك من خير فهو أبعد من أمنياتي

وهي التي زوّدتني بدرجةٍ أعلى من الحكمة والبصيرة تكشّفت لي معها أمور كثيرة لم أكن أراها من قبل ولم تكن واضحةً أمامي…

وهي التي كلما زادت في قسوتها وصعوبتها والألم الذي يرافقها، كلما زاد اللطف والإعانة على تحملها ثم حملت بعدها أجمل المفاجآت والمكافآت جزاء الصبر والشكر والإيمان…

وهي التي أيقنت معها بأن ما يصيبنا من أقدارٍ هو حتمًا دائمًا خيرٌ لنا وإن حجب الألمُ عنا في وقتها إدراكَ ذلك الخير…

وهي التي تجعلني أرحب بالمزيد من المصاعب والآلام كي أجد المزيد مما سبق

43

القانون المعروف لدى مدربي الرياضة هو أنه: لا كسب دون الألم..

فمع جهد وعناء وألم التمارين الرياضية يكون التطور العضلي

ومع السعي المتواصل وجهد وتعب وعناء العمل يأتي التطور والترقّي المهني

ومع جهد القراءة والبحث والاطلاع نصل إلى التطور العلمي والمعرفي والذكاء الذهني

وبالمثل، لا يحدث السمو الروحي والارتقاء في الحكمة والبصيرة والمستوى الأخلاقي إلا مع المعاناة واحتمال المصاعب والآلام إلى أن نغدو كيانًا يستحق العودة إلى جنةٍ غادرناها لنخوض رحلة السمو والارتقاء هذه، إذ لا ينبغي أن يستوطنها إلا من وصل حدًّا أدنى من الأخلاقيات بما يضمن السعادة لكل من فيها

Whether Good or Bad, Today’s Internet Augments it..

apps blur button close up
Photo by Pixabay on Pexels.com

Addiction is not the only danger that lurks beneath the use of the internet and social media in their current form and functionality.

Obviously, no two persons browsing the internet are presented with the same news/article feeds. Instead, each gets results that are based on his historical use of the internet, his location, his personal profile, and several other factors. This so-called smart-feeds feature of the internet can be very useful or very dangerous. The feature that was first intended and utilized to show customers “more of the same” product, adopted first by Facebook, Twitter, then other social media organizations, has proliferated to search engines, YouTube and most forms of internet use. Hence, feeding the user more of his same ideals, inclinations, and tools that if classified as good, would serve the best interest of the user, the society, and morals. Whereas an endless stream of what could be classified as bad, harmful, immoral, narcissistic, materialistic, or even malicious and criminal will augment and nourish such seeds, inevitably creating monstrous humans. This means that the user gets more or less that which reinforces his own beliefs, be it virtuous and reasonable or evil and unreasonable, rather than a fair dose of all other beliefs, opinions, and information, thus countering the intended virtue of open mindedness and well-rounded view of topics.  These algorithms employed to predict and curate what the user sees do NOT have his best interest in mind, but are rather a means to get him more hooked on whatever feeds his interest, regardless of its affects or values, benefiting only the organizations that developed them.. The feeds are smart in the sense that they “predict” what you’re looking for, but are surely not making us any smarter because they don’t give us a comprehensive and holistic view of topics that includes the opposition.

This polarization in different directions is extremely dangerous and creates very heterogeneous societies. Diversity is essential but without extremism.

In short, smart-feeds create more of what you are, instead of helping you improve and evolve!!  It’s up to you to ensure you get a comprehensive view on different issues.